BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS

Jul 25, 2012

خطايا للبيع -1


كان يوم ميلادها , موعدها السنوي لتلتقي بنفسها وتراجع حسابات العام المنصرم , نظرت في أوراقها , فرأت الكثير من الأخطاء المكررة ,
 و الدروس الطويلة المؤلمة , التي لم تتعظ من آلامها , فما كان منها إلا أن إتخذت قرارها ...
" لن ألقى عامي القادم كما أنا " ...
أحضرت أكبر حقائبها , وجمعت فيها أسوأ خطاياها , حملتها على ظهرها وسارت في الدروب والميادين تنادي ..." خطايا للبيع .. خطايا للبيع".
سارت طويلا ونادت كثيرا , حتى قارب اليوم على الإنتهاء , ولم تبع أي من خطاياها , تعبت من التجوال , ولا زالت الحقيبة تحني ظهرها .
أستندت علي جانب الطريق لتستريح , فرأت طيف شخص يأتي من بعيد , كان يمشي متثاقلا محني الرأس , حتى إذا أقترب منها , وجدته شابا بلغ به الحزن والهم , ماجعله يبدو من بعيد كشخص عجوز , قد أنهكته الحياة بتقلباتها...
أشفقت عليه بقلبها الرقيق و نسيت خطاياها للحظات , وسألته بحنانها النابض من قلبها  ..
" ما بك أيها الشاب أراك مجهد حزين ؟ أهناك ما أستطيع أن أفعلة لمساعدتك ؟" ...
أستوقفته كلماتها , فنظر إليها وملامح الدهشة تعلو وجهه فقالت له " لم التعجب ؟ ... هل تفوهت بما يسيئك دون قصد ؟ أعذرني إن كنت فعلت ... فما قصدت إلا المساعدة " قال لها .. لا لم تخطئي , لكني تعجبت من أهتمامك بحالي , فالكل هنا مشغول بحاله , لا أحد يهتم بغيره , لقد أنفقت يومي هنا متجولا باحثا عن مقصدي , حتى بلغ مني التعب أقصاه , وتملكني اليأس من أن أجد مبتغاي ومع ذلك لم أجد أبداً , من يشغل باله بسؤالي عن سبب همي , أو أن يعرض علي المساعدة , ولكن أخبريني ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ أتدركين أين أنت ....
  " تذكرت خطاياها , وحقيبتها وقالت بألم " نعم أعلم أنه سوق الخطايا , حيث تباع الخطايا وتشترى , جئت إلى هنا , بحقيبة مليئة بالخطايا  التي أرهقت روحي  وأتعبتها , عازمة على بيعها  لكنني لم أبع شيئا منذ الصباح "  , ثم فكرت قليلا وقالت ..  أيها الشاب , هل أثقل عليك أن طلبت منك أن تساعدني ؟ سأكون لك شاكرة أن أجبت بالقبول , ومتفهمة أن أجبت بالرفض " قال لها دون تفكير " حسناً , سأساعدك حتى تصلي لمبتغاكِ تبيعي خطاياك , ولا تخشي إبعادي عن مبتغاي فأنا لا أجده في كل الأحوال " ...
تبعته حتى وصلا إلى مكان مزدحم , فقال " هيا أعرضي بضاعتك " ... تجولت مع رفيقها في السوق حتى قابلت تطلعت في المارة حتى رأت رجلاً فظا ًغليظ القلب , فتحت حقيبتها وأخرجت منها شيئا ثم إقتربت منه وقالت " هل تأخذ مني قلبي وتبادلني ببعض القساوة ؟ " فنظر إليها نظرة قاسية وقال لها " أبتعدي أنت وقلبك " ...
عادت إلى حقيبتها محبطة , وهمت في المسير..
قال لها رفيقها متعجبا " أتبيعين قلبك ؟"
.........
يتبع

0 comments: