BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS

Oct 4, 2011

قطع البازل



منذ نعومة اظافرها و هي تتنسم الحقيقة وسط غابات الدنيا ..لم تكن تنوي ان تنفق عمرها هباء بل كانت تعلم علم اليقين ان هناك طريق ينتظرها ... طريق صديق تفني فيه عمرها و تجد بداخله ذاتها التائهه وسط غابات الدنيا و مفاجئات الحياة.

كانت تعلم انه ليس بالطريق الممهد المريح لكنه الطريق الذي خلقت كي تسابق خطواتها فيه و تسابقها فيه الخطوات ... به من المتعة و الشغف ما يلمس روحها فيملؤها بالحياة و يعينها على تحمل وعورته.

لقد آمنت بوجود هذا الطريق ... و ظلت تحلم به ... فطرقت كل باب قابلها لعلها تجده وراءه فكانت تسير في كل طريق بادئة خطواتها بلهفة و شغف متمنية ان يكون هو الطريق ...فاذا بالطريق ينتهي فجأة لتجد نفسها تقف في الفراغ اللامتناهي من جديد وتدرك ان خطواتها ضلت الطريق فيخيب أملها ويتملكها الحزن لتبدا رحلة البحث من جديد.

سارت طويلا .. و بحثت كثيرا ...حتى شعرت بالتعب...فتوقفت عن المسير و نظرت حولها فلم تجد سوى ظلام .... حاولت ان تنظر خلفها لعلها تجد اي دليل يوجهها للخطوة القادمة دون جدوى....

لكنها ادركت ان العمر قد مر بها... و لم تجد طريقها ...و لم تعد تملك سوى القليل من الامل تتمسك به تمسك الغريق بطوق النجاة ....و بيدها حقيبتها الممتلئة باشياء متفرقة جمعتها اثناء رحلة البحث عن الطريق ... فقد كانت خلال سيرها تقابلها اشياء كثيرة تشعر انها تناديها لتحملها معها ... ولانها اعتادت ان تصدق مشاعرها ... فقد حملت معها كل الاشياء التي نادتها.

و الآن امتلات حقيبتها و تثاقلت خطواتها و لا تجد اي دليل يهديها للطريق فشعرت بالياس يتسرب الي قلبها و بدأ ايمانها يتزعزع ... و تملكها الرعب ان تكون انفقت عمرها بحثا عن سراب ...فنادت باعلي صوتها:

" أيها الطريق الصديق ... استحلفك بالله ان تنير بصيرتي لاجد سبيلي اليك ... بحق سنين عمري التي قضيتها احلم بوجودك استحلفك ان تجدني ... فقد فشلت في ان اجدك ... استحلفك بالله ان تناديني باعلي صوتك فالظلام اصبح يحيط بي من كل جانب و لا اري امامي اي دليل ... فلم اعد اعرف موقعي في الكون و لا مدى قربي منك..... استحلفك بالله ان تمد يدك الي ... لقد ضلت خطواتي و لم اعد اقدر على متابعة البحث ... لقد بحثت عنك طويلا و انا حرة فم اجدك فكيف اجدك و قد اصبحت سجينة الخوف و الظلام؟"

كانت نداءاتها تتردد في الفراغ .... وكأن القمر سمعها ... فأطل من وراء الغيامات ليستطلع أمرها ... فملأ ضوءه المكان نورا وظهر امامها باب جديد لكنه ليس كالابواب السابقة ... لهذا الباب قفل سحري بجانبه لوحة بازل لكنها غير مكتملة ينقصها بعض القطع ولكي ينفتح الباب لابد ان تكتمل اللوحة.

وقفت بجانب الباب و قد تملكتها الحيرة ... فأوحت لها مشاعرها ان تنظر داخل حقيبتها فاذا بها تدرك ان ما جمعته من اشياء متفرقة خلال رحلتها ما هي الا تلك القطع الناقصة ... تلك الاشياء التي لم تتخيل يوما انه توجد أي علاقة تربطهم ببعضهم البعض حتي سطع ضوء القمر و بدأت الاشياء تتقارب لتظهر بينها روابط لم تكن واضحة من قبل.

و من جديد دبت في روحها الحياة و اخذت تكمل اللوحة بلهفة و شغف ... باحثة داخل حقيبتها عن كل القطع الناقصة ... و حمدت الله انها صدقت مشاعرها و لم تستمع لعقلها الذي طالما نصحها بان تلقي من يدها تلك الحقيبة المليئة باشياء لا تفيد.

و ما ان اكتملت اللوحة حتي انفتح الباب ليظهر وراءه الطريق ... ذلك الطريق الذي آمنت بوجوده و أخذت تبحث عنه بكل جهدها ...

الآن ادركت انها لم تنفق عمرها هباء ...و ان رحلة البحث ما هي الا رحلة إعداد تؤهلها للمسير في ذلك الطريق الذي اختارته لنفسها ... فلو انها اختارت طريقا بسيطا عاديا لما استلزم الامر كل هذا الاعداد و لكان اي من الطرق التي سارت بها يرضيها و يشبع روحها ... لكن روحها المتطلعة للكمال اختارت لها طريقا غير عادي ...

والآن وضح كل شيء ... فحين نختار الطريق ... تبدا رحلة الإعداد ... حيث تقبلنا اشياء متفرقة لا يربطها ببعضها سوى شعور يتولد داخلنا بانها يوما قد تفيد... و ما الظلام الغامض المحيط بنا سوي جزءا من هذه الرحلة ... و ما الغيامات المنتشرة في السماء سوى حجاب مؤقت يداري نور القمر...فمهما اشتد الظلام فلابد يوما ان تنقشع الغيوم ... ولكل قمر موعد للسطوع.

Mar 18, 2011

امنياتي في العام الجديد

كانت هذه امنياتي في العام الجديد ... ولازالت

أتمنى أن أجد حذاء يليق بخطواتي المتسارعة.... يتناغم مع رقصاتي العشوائية الصاخبة... يتحمل طرقاتي الوعرة و منحنياتها المفاجئة ....و لا تمزقه اندفاعاتي الثائرة.

.....

أتمنى أن أرتدي معطف يجيد تطويقي .... حتى تمتزج انسجته وخبايا روحي فتخرجها من عصرها الجليدي الى صيف ربيعي النسيمات.

....

أرجو من العام الجديد أن يهديني ساعة تحررني ولا تقيد معصمي.... تطلق سراحي ولا تكون لي سجانا يحبسني خلف دقاتها القاسية ...تمنحني السكينة ولا تلهث أنفاسي أمامها هرباً من عقاربها المتسابقة.

....

أيها العام الجديد

رفقاً