BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS

Feb 15, 2009

لغة السكون


لغة السكون ...
هي لغة موحدة تنطق بلا السنة ...و تسمع بلا اذان... يعرفها كل البشر... و لا يجيدها الا القليل.هي لغة تشمل كل الاجناس و كل الشعوب باختلافهم...و لكنها ليست كباقي اللغات... فاللغات التي نعرفها تستخدم للتخاطب بين البشر و بعضهم ... اما هذه اللغة فهي اعمق و اشمل من هذا.انها لغة السكون ...لحظات قليلة تلك التي نستطيع فيها ان نصم اذاننا عن صخب الحياة و ضجيجها ... و نمنع فيها السنتنا من المشاركة في هذا الصخب .هذه اللحظات هي التي نستمتع فيها بلغة الروح ...
و الان ... فلتصمت كل الاصوات ... نداءات كانت او صراخ او ضحكات ... ليصمت صوت البشر و الالات ... ليصمت صوت الغضب و العنف و التمرد ... ليصمت صوت الكذب و الرياء ... ليصمت صوت بكاء الاطفال و تمرد النساء و غضب الرجال ...و ليصمت صدى كل هذا في الاجواء...فانا الان في حاجة الى لحظات استمع فيها الى لغة الروح و السكون .سكتت كل الاصوات الخارجية ... لم اعد اسمعها ...لا ارى الا شفاة متحركة ... و وجوه غاضبة .. و ضاحكة .. و حائرة ...ارى الناس تتصارع ... و الالات تتصادم ...و لكني لا اسمع شيئا من الصدام ...
سكتت كل الاصوات الخارجية ... و لم يبق الا الاصوات الداخلية ...صوت نفسي و طلباتها ... و تمردها ... و عنادها ... و صراخها الدائم في داخلي ...لم يبق الا صوت نفسي ...فلتصمتي ايتها النفس الدائمة المطالب و التمرد ... اصمتي الان فلن اسمعك ... ساصم اذاني عنك ... لا تحاولي ان تعلي صوتك بالصراخ ... فلن اسمعك ...ليس امامك الا الصمت حتى انعم بلحظات من السكون ... اهدىء فيها روحي من الصخب الدائم.
و الان ايتها الروح الطليقة ... تعالي معي لنطير في الافاق الواسعة الرحبة ... لنستمتع بصوت السكون .تعالي ايتها الروح الرقيقة فقد سكتت كل الاصوات و اللغات التي تفزعك ... فلن نسمع الان الا صوت السكون ... و لن نتعامل الا بلغة السكون .
اعلم انها اللغة الوحيدة التي تجيدينها ...و اعلم انني لا اتيح لك الفرصة كثيرا للتخاطب بها ... و لكن سامحيني فليس بمقدوري ان اسكت كل الاصوات سوى لحظات ...لحظات نعيشها بعيدا عن الصخب و الضوضاء و الصراخ...فتعالي نعيش هذه اللحظات
...انصتي معي ... اتسمعين ؟... اتسمعين هذه الموسيقى العذبة الرقيقة ؟ ... اترين النغمات و هي تنساب حولنا انسياب نسيمات الصباح حول اوراق الشجر؟...الان ... نتخاطب و الموسيقى ... نسمعها بلا اذان ... نراها بلا اعين ... نتفاعل معها بلا اصوات ... هي لغة الروح و لغة السكون.
تعالي ايتها الرفيقة ... افردي جناحيك و تعالي نلبي هذا النداء ... فهناك صوت دافىء ينادينا...ما اعذب هذا الصوت الجميل ... الصوت القادم من هذه اللوحة الرائعة ... انصتى معي اليه ... اتشعرين بما اشعر به؟... اتشعرين بدفء الالوان في صوت هذه اللوحة ؟...نعم .. انها الجمال حقا ...تتراقص نغمات الالوان حولنا برقة و انطلاق... نغمات تنبض بالسعادة و التفاؤل و الحياة ...احب صوت الالوان المفرحة...الان ... نتخاطب و اللوحة ... نسمعها بمشاعرنا ...و نخاطبها بلا كلام ...هي لغة الروح و لغة السكون.
هل تسائلت يوما عن السعادة ؟ ... هل يعلم احد عن الحرية ؟ ... هذه هي السعادة و هذا مطلق الحرية ... فانا و روحي سابحان في الفضاء بحرية اكثر من الطير ... و اسرع من الاصوات ... نتناقل بين متحدثي لغة السكون بفرحة غامرة ... فاليوم حادثنا البحر و الجبال و كثبان الرمل ... و اشعة الشمس المتلألأة على صفحة المياه ... و الزهرة و الرياح ... و الطفل النائم و عبير الصباح...و في كل مرة نتحدث فيها تزداد قلوبنا في الاتساع و يزيد داخلنا البراح

Feb 3, 2009

لحظة الميلاد

Waiting for the Man by Giuliano Tromblini
أنطلقت أشعة الشمس مخترقة نافذتها الزجاجية و مربتتة عليها لتخبرها انه قد حان الوقت. فأستيقظت مسرعة و انطلقت ترتدي ملابسها المنتقاة مسبقا بمنتهى العناية ثم وقفت أمام مراتها لتتأكد أنها اليوم في أجمل صورة يمكن أن تكون عليها.
و أنطلقت تسابق خطواتها الريح حتي وصلت الي باب المقهى فهدأت خطواتها و نظرت من خلال الباب الزجاجي فوجدته جالسا في مكانه المعتاد و أمامه قهوته و أوراقه ممسكا قلمه في يده و ناظرا من خلال النافذة متفحصا في المارة.
أطمأن قلبها حين راه و أخذ يرقص فرحا فأشرقت أبتسامة على وجهها.
دخلت المقهى و جلست في مكانها المعتاد حيث تراه و لا يراها هو.
كانت تنتظر هذا اليوم على أحر من الجمر ففي هذا اليوم من كل اسبوع يجلس في مكانه المعتاد ليكتب مقاله الاسبوعي
هو فنان أطلق على نفسه اسم الغواص. فهو يغوص في اللحظات و النفوس و الكلمات ليستخرج منها مخبئاتها و يزيل عنها اي غبار و يعرضها في لوحة فنية مرسومة بالكلمات فتجعلها مع كل مقاله تدرك ما لم تدرك من قبل. فأصبحت مقالاته بالنسبة لها هي لحظات ميلاد.
هكذا تراه هي ... أنسانا فوق البشر ... كلماته حكمه و صمته تفكير و عيناه بحر تتمني أن ترتمي وسط أمواجه دون أن تفكر في الرجوع
هكذا تراه ... هو كاتبها المفضل و حبيبها دون أن يدري.
جعلت هذا اليوم من كل أسبوع ملكا له ... تجلس على مسافة منه يكفيها أن تتابعه ببصرها فتنظر حيث ينظر محاولة أن تخترق أفكاره لتعلم أي الكلمات ستقرأ غدا.
حتى يضع قلمه في جيبه معلنا ميلاد كلمات جديدة ثم يجمع أوراقه برفق و ينطلق خارجا.
أما اليوم فقبل أن ينطلق خارجا أدار رأسه لتلتقي عيناه بعينها .نظرة واحدة خلعت قلبها من مكانه.
نظر لها و أكمل طريقه خارجا و تسمرت هي في مكانها . هذه النظرة البسيطة كانت لها كالصاعقة جعلت كل حواسها تتوقف حتى عقلها توقف عن التفكير لحظات ثم تلاحق عليه طوفان مفاجيء من الاسئلة التي لم تجد لها اي اجابة. لم تستطع النوم هذه الليلة فطوال الليل كانت تفكر في هذه النظرة المفاجئة و مئات التساولات تحيط بها.
حتي أتى الصباح فأنطلقت متلهفة الي بائع الجرائد و قد كان لا يزال يرتب الجرائد و المجلات امام دكانه.
أخذت منه الجريدة و أتجهت مسرعة الي المقهي حيث ولدت هذه الكلمات فهذا هو افضل مكان تقراها فيه.
جلست في مقعدها و أخذت تقرأ
:
" اصدقائي ...لم افهم ابدا سببا لهذا الخوف الدائم من الافصاح عن مشاعرنا فكل منا يحاول جاهدا ان يخفي ما يختلج في صدره ... كل بطريقته... و لكن دائما و ابدا تبقى العينان هما البوابة السحرية التي يختفي ورائهما كل الاسرار... و هما صادقتان لا تعرفان الكذب يكفي ان تخترقهما حتي تدرك ما بقلب الانسان من مشاعر خير او شر ... حب او كراهية ... سعادة او حزن ...طمانينة او خوف
و لقد استوقفتني عيناها بكل ما خلفهما من روح جميلة شفافة ينبع جمالها من فيض الحب المتدفق الكامن بها و الذي لا يعادله سوى هذا الخوف الملاصق له.
كنت اراها دائما ترتدي اجمل ثياب و تظهر في أجمل صورة تجلس وحدها في انتظار حبيب لا يأتي. و تسائلت أي حبيب هذا الذي يتخلف عن موعد مع هذا الوجه الملائكي و هذه العينان الصافيتان حتى نظرت في عينيها فرايت مشاعرها تتطلع الي مستغيثة طالبة ان احررها من قضبان الخوف. في لحظات تلت علي مشاعرها قصتها و كيف انها نمت و نضجت و حين حان الوقت لتنطلق محلقة باحثة عن رفيق روحها قامت صاحبة العينان بوضع هذه المشاعر خلف قضبان من الخوف ذلك الخوف الذي منعها من ان تسلم قلبها لأي شخص حقيقي. و حين بدات مشاعرها في التمرد عليها فما كان منها الا أن أتخذت حبيب خيالي تحبه و لا يجرحها تمنحه مشاعرها و لا تنتظر منه مشاعر في المقابل.
و لها اقول: يا صديقتي ...ان مشاعرنا داخلنا كالطفل ينمو في احشاء امه فاذا حانت لحظه الميلاد فلابد للطفل من الخروج للدنيا و عيش تجربته كامله. فهل رايت يوما اما تمنع طفلها من الخروج للدنيا؟ فانها لو فعلت لكتبت عليه الموت بدعوى الحب و الخوف.
يا صديقتي... دعي مشاعرك تخرج للنور و تتنفس نسيمات الهواء بكل ما فيها من صفاء فترة الصباح و صخب فترة الظهيرة و سكون فترة الليل. ليس عليك سجنها خوفا
و لكن يكفي ان تذكريها بكلمات جبران الصادقة "ان المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي و ان لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام و لا بجيل كامل
"
اخذت تقرا هذه الكلمات مرارا حتي حفظتها عن ظهر قلب كانت موقنة انها هي المقصودة بهذه الكلمات و كانت الحقيقة قاسيه كعادتها فالان ادركت كم كانت مخطئة في حق نفسها و مشاعرها لقد اوقفتها هذه الكلمات امام حقيقة مشاعرها تجاهه و لم تجد امامها سوي ان تعترف بصحة كل كلمة قالها فهل كانت تبحث عن شخص يشابه في صفاته ذلك الذي تبحث عنه روحها و حين وجدته في الكاتب اصبغت عليه صفات رفيق روحها فاصبحت تمنح مشاعرها لحظات حرية املا ان تخدع مشاعرها و تمنحها مسكنا يهدئ من ثورتها عليها أم أن مشاعرها استدرجتها الى محررها ليساعدها على كسر قيودها و تجد على يديه الخلاص من سجنها ؟
كانت مخطئة في حقيقة مشاعرها نحوه و لكنها الان و بعد ان تصالحت مع مشاعرها و لم يعد هناك مجالا للكذب فانها تعترف ايضا بانه لا ذال يستحق كل الاعجاب و يستحق لقب الغواص فكيف استطاع من نظرة واحدة ان يدرك كل هذه الحقائق عنها ؟
مر الاسبوع سريعا و جاء يوم ذهابه للمقهى كعادته ذلك اليوم الذي اعتادت فيه ان تذهب للمقهي بدورها لرؤيته. اليوم ايضا توجهت للمقهى و لكنها لم تدخل كعادتها بل مرت بجوار المقهى متطلعة من خلال النوافذ الزجاجية فرات انعكاس الشارع و المارة عليها و هنا ادركت اجابه سؤالها فحين كان ينظر للمارة كان ايضا يتابع انعكاس صورتها علي زجاج النافذة.
اقتربت من النافذة الزجاجية حيث يجلس و التقت عيناه بعينها فابتسم لها و ابتسمت بعين شاكرة و سارت مكملة طريقها
.

Feb 2, 2009

شكر و أعتذار


اصدقائي ......
أشكركم جميعا علي سؤالكم عني و أعتذر علي تأخري في الرد و لكن سنة 2008 فاجاتني خلال ايامها بتحقيق بعض احلامي المؤجلة مما شغلني عن دخول البراح طوال الفترة السابقة
و لكني اعدكم ان انظم وقتي بشكل افضل و اعود للبراح مرة اخري
فقد افتقدتكم جميعا