BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS

Oct 10, 2007

حقيقة الظل



أيها الأنسان القوي ذو الأبتسامة الهادئة ... يا من تلحفت بالتواضع و سارت النرجسية في دمائك ... سألتك بالله أن تنظر في مرآتك ... أن تبحث عن ذاتك ... أن تكون أنت حقيقتك و لو لمرة واحدة في عمرك و لتفقد أنفاسك بعدها
دعني أحدثك عنك ... يا من تركت الحقيقة بصدقها الجارح و أختبأت وراء كذب ناعم
أزل عنك هذا القناع ... فلست الملاك الجميل ... أزل عنك كل الأقنعة فلست الضعيف المهزوم المظلوم
قبل أن ترمقني بهذه النظرة الغاضبة أجبني من أنت؟
قبل أن تتهمني بظلمك أجبني أين أنت؟
و قبل أن تبدأ في الدفاع عن نفسك و سرد فضائلك أجبني الى أين أنت؟
دعني أخبرك عن حقيقتك ...
أنت لا شىء ... و أنت كل شىء
أنت كل التناقضات مجتمعة في أنسان
أنت الأبيض و ظلك الأسود
أنت التواضع و ظلك النرجسية
أنت الضعف و ظلك القوة
أنت الوداعة و ظلك الغضب
في حقيقتك أنت كل شىء ... و في زيفك أنت لا شىء
حقيقتك هي ظلك المترامي على كل ما تقول و ما تفعل
هل فهمتني أم لازلت تبحث عن الحقيقة ... أم أنك تهرب منها؟
أيها الأنسان المتواضع ... أحقا أنت متواضع؟ دعني أخبرك الحقيقة أيها النرجسي
أنظر الى أصدقائك ... الى مدحك لأصدقائك ... أتمدحهم حقا؟ أم تمدح فيهم صفاتك ؟
أنظر الى اللحن الذي تحب ... أتحبه حقا ؟ أم تحب فيه أحساس خارج من قلبك ؟
و أنبهارك بهذا الفنان ... هل هو حقا أنبهار بفنه ؟ أم أنبهار بأحساس سجين قدراتك أطلق سراحه من خلال غيرك فأنبهرت به كأنه أنت؟
و كأن تفاعلت مشاعرك مع بعضها و تعالت من نفسك حتى صارت كالبركان فأخرجت هذه اللوحة الجميلة من خلال يد الفنان
و هذه الكلمات ...ليس عقلك من نظمه... حتى هذه الرقصات الحالمة القاطعة المتوحدة مع الموسيقى توحد اللحظات مع الأيام... خرجت أيضا من أحساسك و لكن لست أنت مؤديها
...
أرأيت ؟ كل ما تحب و كل من تحب هو في حقيقته حب لذاتك أنت
حب لنفسك النرجسية الطالبة الكمال و هي تعلم بأستحالته فتبحث عنه في كل البشر و كل الأشياء
تحب ما ينقصها ... تنبهر به كما لو كان ملكها و تتوحد معه لتصبح الأنسان الكامل
لتصبح كل شىء ... و لا تدرك أنها بذلك هي لا شىء
كل شىء يبدأ بالحقيقة ... و لتعلم الحقيقة أبحث عن ظلك
هذا الذي يلازمك و لا يبتعد عنك أبدا ... ظهرت الشمس أو غابت
و لا يمل الأنتظار لهذه اللحظة التي يتوحد فيها و جسدك ... هذه اللحظة التي تصبح فيها أنت الكل
أنت الجسد و أنت الظل
أبحث عن نفسك داخل كلماتك ... داخل أنفاسك ... داخل أنفعالاتك
فرحك و حزنك ...حبك و غضبك ... يأسك و حماسك ... لامبالاتك و أنبهارك
أبحث عن ظلك تجد حقيقة نفسك

Aug 21, 2007

لغة السكون


Painting Title " Star" by "Edgar Dega"

لغة السكون
هي لغة موحدة تنطق بلا السنة ...و تسمع بلا اذان... يعرفها كل البشر... و لا يجيدها الا القليل.
هي لغة تشمل كل الاجناس و كل الشعوب باختلافهم...و لكنها ليست كباقي اللغات... فاللغات التي نعرفها تستخدم للتخاطب بين البشر و بعضهم ... اما هذه اللغة فهي اعمق و اشمل من هذا.
انها لغة السكون ...
لحظات قليلة تلك التي نستطيع فيها ان نصم اذاننا عن صخب الحياة و ضجيجها ... و نمنع فيها السنتنا من المشاركة في هذا الصخب .
هذه اللحظات هي التي نستمتع فيها بلغة الروح ...
و الان ... فلتصمت كل الاصوات ... نداءات كانت او صراخ او ضحكات ... ليصمت صوت البشر و الالات ... ليصمت صوت الغضب و العنف و التمرد ... ليصمت صوت الكذب و الرياء ... ليصمت صوت بكاء الاطفال و تمرد النساء و غضب الرجال ...
و ليصمت صدى كل هذا في الاجواء...
فانا الان في حاجة الى لحظات استمع فيها الى لغة الروح و السكون .
سكتت كل الاصوات الخارجية ... ام اعد اسمعها ...
لا ارى الا شفاة متحركة ... و وجوه غاضبة .. و ضاحكة .. و حائرة ...
ارى الناس تتصارع ... و الالات تتصادم ...و لكني لا اسمع شيئا من الصدام ...
سكتت كل الاصوات الخارجية ... و لم يبق الا الاصوات الداخلية ...
صوت نفسي و طلباتها ... و تمردها ... و عنادها ... و صراخها الدائم في داخلي ...
لم يبق الا صوت نفسي ...
فلتصمتي ايتها النفس الدائمة المطالب و التمرد ... اصمتي الان فلن اسمعك ... ساصم اذاني عنك ... لا تحاولي ان تعلي صوتك بالصراخ ... فلن اسمعك ...ليس امامك الا الصمت حتى انعم بلحظات من السكون ... اهدىء فيها روحي من الصخب الدائم.
و الان ايتها الروح الطليقة ... تعالي معي لنطير في الافاق الواسعة الرحبة ... لنستمتع بصوت السكون .
تعالي ايتها الروح الرقيقة فقد سكتت كل الاصوات و اللغات التي تفزعك ... فلن نسمع الان الا صوت السكون ... و لن نتعامل الا بلغة السكون .
اعلم انها اللغة الوحيدة التي تجيدينها ...و اعلم انني لا اتيح لك الفرصة كثيرا للتخاطب بها ... و لكن سامحيني فليس بمقدوري ان اسكت كل الاصوات سوى لحظات ...
لحظات نعيشها بعيدا عن الصخب و الضوضاء و الصراخ...
فتعالي نعيش هذه اللحظات ...
انصتي معي ... اتسمعين ؟... اتسمعين هذه الموسيقى العذبة الرقيقة ؟ ... اترين النغمات و هي تنساب حولنا انسياب نسيمات الصباح حول اوراق الشجر؟...
الان ... نتخاطب و الموسيقى ... نسمعها بلا اذان ... نراها بلا اعين ... نتفاعل معها بلا اصوات ... هي لغة الروح و لغة السكون.
تعالي ايتها الرفيقة ... افردي جناحيك و تعالي نلبي هذا النداء ... فهناك صوت دافىء ينادينا...
ما اعذب هذا الصوت الجميل ... الصوت القادم من هذه اللوحة الرائعة ... انصتى معي اليه ... اتشعرين بما اشعر به؟... اتشعرين بدفء الالوان في صوت هذه اللوحة ؟...نعم .. انها الجمال حقا ...
تتراقص نغمات الالوان حولنا برقة و انطلاق... نغمات تنبض بالسعادة و التفاؤل و الحياة ...احب صوت الالوان المفرحة...
الان ... نتخاطب و اللوحة ... نسمعها بمشاعرنا ...و نخاطبها بلا كلام ...
هي لغة الروح و لغة السكون.
هل تسائلت يوما عن السعادة ؟ ... هل يعلم احد عن الحرية ؟ ... هذه هي السعادة و هذا مطلق الحرية ... فانا و روحي سابحان في الفضاء بحرية اكثر من الطير ... و اسرع من الاصوات ... نتناقل بين متحدثي لغة السكون بفرحة غامرة ... فاليوم حادثنا البحر و الجبال و كثبان الرمل ... و اشعة الشمس المتلألأة على صفحة المياه ... و الزهرة و الرياح ... و الطفل النائم و عبير الصباح...
و في كل مرة نتحدث فيها تزداد قلوبنا في الاتساع و يزيد داخلنا البراح.

البراح

غربة الانسان الحقيقية هي تلك التي يحدثها التباعد بين طبيعته الروحية و البشرية... حين يشعر ان بداخله كلمات لا مكان لها في محيطه الخارجي ... حيث الحياة بصخبها و مشكلاتها ... و حيث الانسان تخلي عن انسانيته الحقيقية
...
لهذا ... بحثت عن براح التقي فيه بروحي و احلامي و كلماتي و نفسي ... علني يوما اتوحد مع نفسي البشرية و يصبح البراح الداخلي واقع احياه كل يوم